لعلها تكون هي !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن منهج أهل السنه والجماعه في أحاديث الفتن التوقيف لأنها من أمور الدين المتوقف بها ، مستدلين بسؤال جبريل للرسول عن أمارات الساعه وأنه بعد ما ذهب قال الرسول هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم .

فأحاديث الفتن لا تنزل على الواقع ولا يجزم أحدا أنها هي لأن الفتن تكرر أكثر من مرة كما علامات الساعه الصغرى .



ويقول الشيخ صالح الفوزارن أن من الجهل والخطأ تنزيل أحاديث الفتن على الواقع ، نحن نؤمن بها وبما أخبر عنه الرسول ، ولا بأس أن يقال أخشى أن تكون هذه هي الفتنه التي أخبر عنها الرسول .



ورغم ذلك لا يخفى علينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري :{ إنَّما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأُعطوا قيراطًا قيراطا، ثمَّ أُوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا إلى صلاة العصر ثمَّ عجزوا فأُعطوا قيراطًا قيراطا، ثمَّ أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين } .



وقد اتفق أهل النقل على أنَّ مدّة اليهود إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكثر من ألفي سنة ومدّة النصارى من ذلك ستمائة)(فتح الباري).


وقال الإمام السيوطي: (الذي دلّت عليه الآثار أنّ مدة هذه الأمّة تزيد على الألف ولا تبلغ الزيادة خمسمائة أصلاً) .


لعل ماسبق يجب ان يكون في أذهاننا ونحن نرى ما تمر به الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها من فتن واضطرابات ،


فهل ما يحدث هو مقدمة للملاحم التي ستحدث في اخر الزمان وظهور المهدي وبداية علامات الساعة الكبرى ؟

الله وحده أعلم .



ولكن لابد من وقفة مع النفس ،

فماذا لو كانت فعلا بداية الملاحم ؟ ماذا أعددت لها ؟



يا من غرتك الأماني وشغلتك الدنيا ، يا من نسيت آخرتك وغفلت عن قبرك ، أما علمت أن في هذه الملاحم ستكثر الحروب ويُقتل الكثير ويظهر الدجال ،

فتن بعضها خلف بعض ، لن ينفعك مالك ولا اولادك ولا جاهك ، فماذا ستفعل بهذا المال الذي تكنز ، وهذه الدور التي تسكن ، وهذه الدنيا التي بها تغتر ؟

أما رأيت غزة وسوريا والعراق كيف دكت فيها المباني الشاهقات ، وزهقت فيها الأرواح وضاعت الممتلكات في لحظات ؟



وسواء إن لم يكن ما نعيش فيه هو مقدمات لملاحم آخر الزمان ، أو كان كذالك ، وحتى إن كنا على يقين أن الملاحم ستكون بعد عام أو أكثر أو أقل فماذا ينفعنا العلم بوقتها إن كان الموت قد يأتي قبلها بغته ؟



إن هذا ليس دعوة لترك الدنيا ، بل نحن مأمورون بعمارتها ، يقول صلى الله عليه وسلم : " إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل " والحديث صححه الألباني



ولكن ما أعنيه أن نجعل الدنيا في أيدينا وليس في قلوبنا ، أن نعود إلى ربنا وأن نفيق من غفلتنا وتكالبنا على الدنيا ، أن نترك المعاصي ونقبل على الطاعات ، أن نعمر أوقاتنا بما ينفعنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، فالعمر يجري بنا ولاندري ماذا ينتظرنا في الغد .



إن الكيس الفطن الذي يقدم الباقي على الفاني ، ويؤثر الذي يبقى على ما يزول ويفنى .

اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن