صحبة خير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


♥ لو بتدوري على صحبة ولمة حلوة وعايزة تتعلمي علم شرعي وتقضي وقت مفيد يالا بسرعة مكانك معانا يا صحبة الخير ♥
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المهاجر الحق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أرجو رحمة ربي
Admin
أرجو رحمة ربي


عدد المساهمات : 210
تاريخ التسجيل : 02/04/2015
العمر : 46

المهاجر الحق  Empty
مُساهمةموضوع: المهاجر الحق    المهاجر الحق  I_icon_minitimeالسبت أبريل 04, 2015 6:29 pm

أيام قليلة وتطل علينا ذكرى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ، لتكون الهجرة إيذانا بفجر جديد .


فهل تتمنى أن تهاجر إلى الله عز وجل؟


قد تظن أن الفرصة فاتتك لتكون مهاجراً إلى الله عز وجل، لكن بإمكان أي مسلم منا أن ينال شرف الهجرة وأن يكون من المهاجرين، فنبينا محمد سيد المهاجرين صلى الله عليه وسلم يبشرنا فيقول: "إن المهاجر من هجر ما نهى الله عنه، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".


فإذا كانت الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإيمان فرارا بالدين من أفضل القربات ، فإن هجرة الفواحش وهجرة المحرمات من أعظم الطاعات ،
فالمهاجر الحق هو الذي يهجر المعاصي ويبتعد عنها .



والهجرة تطلق على معنيين:
الأول هجرة المكان، والثاني: هجرة الحال.


فالهجرة المكانية: هي الانتقال من دار الكفر التي يغلب الكفر على أهلها وعلى أحكامها وعلى حكامها، ولا يستطيع الإنسان فيها أن يقيم شعائر دينه، ولا يأمن فيها على دينه ونفسه وعرضه، فينتقل من هذا المكان ومن هذه الدار إلى دار أخرى يستطيع أن يقيم فيها المسلم آمناً على دينه ونفسه وعرضه،




وهذا النوع من الهجرة هو ما حصل من النبي صلى الله عليه وسلم ومن المسلمين عندما انتقلوا من مكة المكرمة إلى المدينة النبوية، حيث كان الكفر وقتها غالب على أهل مكة وكانوا يؤذون المسلمين ويضيقون عليهم في أمور دينهم.




وأما هجرة الحال، فالهجرة بهذا المعنى أن يهجر المسلم السيئات والمعاصي، وأن ينتقل من حال المعصية والبعد عن الله ومخالفة أمره والتجرؤ على حرماته، إلى حال آخر وهو حال الإقلاع عن المعاصي والذنوب، وحال القرب من الله والوقوف عند حدوده.


لقد كانت الهجرة النبوية خير مثال وأعظم دليل على امتثال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصحبه لأوامر الله تعالى وحبه وطاعته وحسن التوكل عليه ، و إذا تتبعنا سيرة الصحابة المهاجرين رضوان الله عليهم أجمعين ، نسمع العجاب ، فمن تارك لأهله ، وتارك للنعيم والترف ، إلى تارك لماله وتجارته ، وتارك لجاهه وعشيرته ، ليهاجر وحيدا فقيرا فارا بدينه . ترك ماكان عنده من متع الدنيا ومتاعها ، ترك كل ما يملك وهو راضٍ طامعٌ فيما عند الله تعالى .

وكما ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم القدوة الحسنة في الهجرة من مكة إلى يثرب ، فقد ضربوا لنا القدوة الحسنة في ترك الذنوب والخطايا والسمو بالروح فوق الشهوات النفسية والحظوظ الدنيوية ، فقد هجروا ما يكره الله تعالى من اللذات المحرمة، وإن كان فيها رضا لبعض النفوس المنحرفة عن جادة الصواب الأمارة بالسوء، ونضرب لذلك مثالاً واحداً يبين مدى مسارعتهم إلى طاعة الله ورسوله بما لا يدع مجالاً للشك بأنهم مهاجرون هجرة بعد هجرة، ومجاهدون جهاداً إثر جهاد.


فحينما نزل قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون (90) إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون" (91) (المائدة).


فعن أبي النعمان قال: كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة، فنزل تحريم الخمر، فأمر منادياً فنادى فقال أبو طلحة: اخرج فانظر ما هذا الصوت؟ قال: فخرجت فقلت: هذا مناد ينادي، ألا إن الخمر قد حرمت، فقال لي: اذهب فأهرقها، قال فجَرَت في سكك المدينة" (البخاري). وقالوا: انتهينا يا رب! قولاً مقترناً بالعمل، إذ لا تغني الأقوال عن الأفعال.



ولكن الله أنعم علينا بنعمة العيش في بلاد المسلمين ، لا نحتاج لأن نترك كل ما نملك فرارا بالدين ، ولكنا عجزنا عن الفرار عن المعاصي ، عجزنا عن تحقيق المعنى الثاني من الهجرة وهجرة المحرمات ، بل اصبحنا نرى المعاصي والمحرمات في بلاد المسلمين ليلا نهارا وسرا وجهاراً ، والأمة بحاجة إلى هجرة حقيقية من مهاجر حق اختار الأخرة وهاجر إلى الله ورسوله .


نحتاج أن نهاجر من المعاصي إلى الطاعات ، نحتاج أن نهاجر من ترك القران وهجره إلى تلاوته وحفظ ، أن نهاجر من التبرج والسفور إلى الستر والعفاف ، نحتاج أن نهاجر من سلاطة اللسان وفحش القول إلى حلاوة اللسان ولين القول ، أن نهاجر من البغضاء والشحناء إلى المودة والرحمة ، نحتاج أن نهاجر من السطحية وتفاهة الشباب والشابات إلى الإحساس بالمسئولية والعمل على نهضة الأمة ، أن نهاجر قطع الرحم وعقوق الوالدين إلى صلة الرحم وبر الوالدين ، وهكذا في كل معصية .


ان المعاصي تحول بين الانسان وبين الخير ولم يهلك الأمم السابقة إلا المعاصي. وإبليس لم يخرج من الجنة إلا بالمعصية، وقال أحد الصحابة والله انني لأعلم شؤم معصيتي في عثر دابتي وخلق زوجتي . وهي سبب فساد العالم وذل الأمم والأمراض والاسقام والتخلف والرجعية قال تعالي: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس"


أما آن الأوان أن نفيق من غفلتنا ونهجر المعاصي ونهاجر إلى الله ورسوله ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://so7bat5air.forumegypt.net
 
المهاجر الحق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة خير  :: الأقسام الإسلامية :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: